09 أكتوبر 2012

ترشيد استهلاك الطاقة وحماية البيئة في مقدمة أولوياتها

تخوض دولة الإمارات اليوم تجربة مميزة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ، حيث تتجاوز في المعاني والدلالات الإيجابيّة التي ينطوي عليها الإطار المحلي إلى الإطارين الإقليمي والعالمي. وتحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تستضيف دبي المنتدى العالمي للطاقة في مرحلةٍ بادرت فيها دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، وإمارة دبي على وجه الخصوص، بمشاريع تسعى إلى تنويع مصادر الطاقة عبر تبني حلول طاقة خضراء، وذلك سعياً للوصول إلى بيئة وطاقة نظيفَتَين، وبالتالي الارتقاء بمركز الدولة بين دول العالم المتطورة والتي تضع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ضمن أبرز أولوياتها.

سيجمع المنتدى العالمي للطاقة تحت شعار "منتدى لقادة العالم" عدداً كبيراً من الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء ورؤساء الشركات العالمية؛ كما وأنه سيُشكل منصة للمشاركين للتحاور والتناظر وطرح أفكارهم، وسيفتح المجال للنقاش حول القضايا الأساسية المؤثرة في قطاع الطاقة ككل والتنمية المستدامة في العالم على وجه الخصوص. ودعماً لهذا الملتقى الهام، تقوم العديد من الشركات والمؤسسات والهيئات المحلية والإقليمية والعالمية الرائدة برعايته؛ وتعدّ مجموعة وصـل لإدارة الأصول واحدة من أهم الرعاة لهذا الحدث العالمي.

ونظراً لكونها من أكبر ملاك العقار في دبي، حيث تدير أكثر من 25 ألف وحدة عقارية نيابة عن مؤسسة دبي العقارية وملاك آخرين من المؤسسات والأفراد، تلتزم وصل بممارسة أعمالها بشكل يتوافق مع معايير الاستدامة، وعلى الرغم من حداثة عهدها، إذ تأسست في العام 2008، إلا أنها توظف طيفاً من السياسات والممارسات المسؤولة في أعمالها، والتي تركز على البيئة والمبادرات الخضراء بشكل خاص، وذلك تحت إشراف لجنة مختصة بالمسؤولية الاجتماعية، ترفع تقاريرها مباشرةً لمجلس الإدارة التنفيذي، وتقوم بمتابعة تطبيق هذه المبادرات بنجاح واقتراح التوصيات التي من شأنها رفع كفاءة نتائجها.

انطلقت مجموعة وصل لإدارة الأصول حين أسستها مؤسسة دبي العقارية بهدف الإشراف على إدارة أصولها وتنمية محفظتها العقارية، وبالتالي تعزيز مكانة دبي كواحدة من أكثر المدن المفضلة للعيش والعمل، وكالوجهة الأولى للسائحين من مختلف أنحاء العالم.

تتميز محفظة وصل العقارية بضخامة حجمها وتنوعها، حيث تشمل العقارات السكنية والمكتبية والفندقية ومحلات التجزئة والرعاية الصحية والعقارات متعددة الاستخدامات وهي منتشرة في جميع أنحاء إمارة دبي. وتقدم وصل خدماتها المختلفة من خلال شركات ثلاث فرعية تابعة لها، وهي وصل للعقارات ووصل للضيافة ودبي للجولف. وتلتزم الشركة من خلال محفظتها بتقديم باقة شاملة من الخدمات العقارية والخيارات المتميزة ترتقي بجودة الحياة. 

وقال سعادة هشام عبدالله القاسم، الرئيس التنفيذي لمجموعة وصل لإدارة الأصول في تعليقٍ على رعاية الشركة لمنتدى الطاقة العالمي: " تفخر مجموعة وصل لإدارة الأصول برعايتها ودعمها لمنتدى الطاقة العالمي، والذي يمنح الحكومات والمنظمات وكبرى الشركات العالمية المنصة المناسبة لتبادل الآراء وطرح الأفكار والتوصيات فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين الاعتبارات البيئية والنمو الاقتصادي طويل الأجل. فنحن نؤمن بأنه من أجل تحقيق استدامة حقيقية فعلينا أن نجد طرقاً لتحسين الظروف الاجتماعية والبيئية والاقتصادية بأسلوب شامل ومتكامل، وهو ما نهدف إلى تطبيقه على محفظة مشاريعنا القائمة ومشاريعنا قيد التطوير."

وأكد سعادته قائلاً: "ونأخذ في وصل هذا الموضوع بمحمل الجد، ونؤكد التزامنا بتحسين الظروف المعيشية في المجتمعات المختلفة التي تقوم ضمن مشاريعنا، ودعم المبادرات الخضراء وتبني الممارسات والتشريعات الصديقة للبيئة. ونتطلع قدماً إلى أن نكون جزءاً فعالاً في النقاشات البيئية وإلى المشاركة بهذا المنتدى الذي سيجمع بين القادة والخبراء للبحث في سبل إيجاد حلول للطاقة البديلة المستدامة، والتي من شأنها أن تؤثر إيجاباً على مستقبل الشعوب في كافة أرجاء العالم."

وتتمحور استراتيجية وصل للاستدامة على إيجاد حلول شاملة ومتكاملة تأخذ بعين الاعتبار العوامل الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، وتعمل وصل جاهدةً على الحد من تأثير أعمالها على البيئة، سواء في محفظتها العقارية السكنية والتجارية، أو في المشاريع تحت طور التشييد أو التخطيط.

وتوظف وصل في مشاريعها الجديدة تقنيات تخطيط ذكية، فعلى سبيل المثال، تقوم حالياً بتشييد المباني التابعة لها بطريقة تستفيد من حركة الرياح لتخفض من درجات حرارتها وتحد من تأثير كل من الشمس والرطوبة خلال ساعات النهار، واستثمرت وصل في تقنيات هندسة القيمة، والتي تمكنها من خلال اتباع مبادئ إنشائية بسيطة دعم استدامة المواد المستخدمة في عمليات البناء وتقليص حجم المخلفات الناجمة عنها في الوقت ذاته. كما تستخدم وصل أساليب مبتكرة في إدارة المشتريات وذلك بشراء مواد للبناء موردة محلياً، وتخفيض حجم الحديد المستخدم، والذي يتم استيراده من خارج الدولة. 

ومن ناحية أخرى، تقوم وصل بتركيب أنظمة متطورة وذكية في مختلف العقارات ضمن محفظتها بهدف ترشيد استهلاك الطاقة في عدد من المباني التي تستخدم أجهزة تكييف الهواء بكثافة، وذلك تماشياً مع الممارسات المتبعة في الدول المتقدمة، هذا بالإضافة إلى برنامجها لتركيب مصابيح تستهلك كماً أقل من الطاقة في الأروقة والأماكن العامة في أبرز المباني في محفظتها العقارية، وتركيب أجهزة ومعدات أخرى تحد من حجم استهلاك المياه والكهرباء.

وتعمل وصل بشكل ناشط على تثقيف كل من موظفيها والقاطنين في عقاراتها، وذلك من خلال إعداد مطبوعات ومنشورات تحثهم على ترشيد استهلاكهم للطاقة وتزودهم بالنصائح والإرشادات حول سبل تبني ممارسات صديقة للبيئة. وبهذا الصدد، أطلقت وصل عدداً من المبادرات الخضراء، بما في ذلك برنامج "قلل الاستهلاك، وأعد الاستخدام، وأعد التدوير"، بهدف تشجيع موظفي وصل على الحد من استهلاكهم للورق.

هذا وتبرز الأنشطة والمبادرات آنفة الذكر مدى التزام وصل بممارسة أعمالها على نحو يعود بالمنفعة على كل من متعامليها وموظفيها والمجتمع المحلي في دبي، كما ستترجم قريباً اهتمامها بموضوع الاستدامة عبر خططها لرعاية جوائز تكرم الرواد في مبادرات الاستدامة والتي من شأنها أن تجمع ما بين الأفراد والمؤسسات التي تتبنى فكراً متشابهاً، وذلك بهدف خلق مجتمع يشعر بمسؤولية أكبر تجاه البيئة. 

واختتم القاسم كلامه معلّقاً على مبادرات الشركة لتحقيق الاستدامة قائلاً: "نتفهم المسؤولية التي تقع على عاتقنا بصفتنا أحد أكبر المطورين العقاريين في الإمارة، حيث نبحث بشكل متواصل عن سبل جديدة لترشيد استهلاك الطاقة. ونحن نعمل بدأب على توظيف تقنيات وأنظمة حديثة من شأنها أن تحد من استهلاك الطاقة، ونعمل على إطلاق المبادرات التي من شأنها توعية المستأجرين حول الممارسات التي ترشد استهلاكهم للطاقة."